الجمعة، 20 يوليو 2012

ذكريات محمد محمود




- جيهان وقعت جمبى من تأثير الغاز السام اللى اتضرب فى وسط الميدان وقعت وما قدرتش اعملها حاجة لإنى تقريبا كنت فى غيبوبة اقسم بالله ما هيكفينى عمركم كله فى اللى حصلها ده .. اقسم بالله ما هسيبكم ولو دى آخر حاجة اعملها فى حياتى

- أول امبارح فى محمد محمود دخلت انا و محمد علي الشارع بالليل فى طلعة جديدة وبعد ما وصلنا لنص الشارع تقريبا نفاجئ بأكتر من 10 نقط ليزر علينا و على الدايرة المحيطة بينا

اكتر من 10 قناصة بيصوبوا علينا وبينا و بين وزارة الداخلية مسافة كبيرة جدا
لسه مش مقتنع انها حملات ابادة ؟؟

- فى وسط الكر و الفر المستمر فى شارع محمد محمود اضطرينا تحت ضرب الغاز المكثف نتراجع لأول شارع محمد محمود بعد ستارة دخان اتعملت علينا .. جمبى شاب فى اواخر العشرينات او اوائل التلاتينات طويل و ماشاء الله صالب عوده بدقن خفيفة .. وقعت قنبلة غاز جديدة قدامنا بالظبط بأسرع ما يمكن لقيته بيمسكها بإيده من غير جوانتى و لا فوطة و بيخترق الغاز زى السهم عشان يرمى القنبلة من جديد على الأمن
المركزى وسط هتافاتنا الله أكبر راااااجل بطل راااجل

-زميلتنا هدى دكتورة فى المستشفى الميدانى وصلها شاب فى حالة سيئة جدا ابتدت تسعفه بسرعه لقيته بيقولها وهو بيموت انا كده كده رايح سيبيني والحقي حد عنده فرصه اهم بدل ماتضيعي وقتك معايا و استشهد على ايديها

دكتوره هدى واقفه في المستشفي بتحارب عشان تحافظ علي حياه

المصابين وبتعيط علي اللي مابتلحقش حياته وتكمل شغلها

ولما اترمت جنب رجلنا جوه المستشفي قنبله غاز جرينا كلنا علي بره ولقيتها راجعه قبل ماتاخد نفسها وتقولي مش هاطلع من غير
المصاب اللي كنت باعالجه

- المستشفى الميدانى اللى ورا هارديز واخد نصيب الأسد من عدد مرات الضرب .. اتضرب 3 مرات وكل مرة كنا بننقل المستشفى عند مسجد عمر مكرم او عند المجمع و يرجع الاطباء يرجعوها تانى اخر مرة المستشفى اتضربت بالغاز و الدكاترة كلهم وقعوا من الضرب لما جينا ننقلها لقينا الدكاترة بيقفوا فى وشنا و بيمنعونا من اننا ننقلها و بيقولوا ان ده اقرب مكان من الضرب فهيخليهم يقدروا ينقذوا عدد اكبر من المصابين اللى ممكن يموتوا لو استنينا لما يروحوا عند المجمع قلنالهم بس انتوا كده ممكن تموتوا قالوا نموت مش مهم بس نكون انقذنا اكبر عدد من المصابين ولحد دلوقتى المستشفى قايمة بعملها رغم ضربها كل شوية

- اول شارع محمد محمود و نص الشارع عند الخرابة فرق الالتراس عاملين كماين المولوتوف عشان يمنعوا اى تقدم لقوات الداخلية و بالليل بيبعتوا لبعض اشارات بالليزر و الكشافات

- اول امبارح الضرب كان كثيف جداا علينا فاضطرينا نرجع لورا عشان نكتشف ان الضرب شد عشان يستفردوا بالكمين اللى عند الخرابة فى وسط الشارع كلنا جرينا لقدام عشان نلحقهم لقينهم فى مكان مكشوف جدا و بيواجهوا الرصاص بطريقة مباشرة ولقيناهم رجعوا الداخلية لأكتر من 100 متر لورا لوحدهم بالطوب و بس

يكفى انى اقول لكم ان عدد الشباب اللى كانوا عند الخرابة ساعتها اقل من 20 شاب معاهم طوب و قزازتين مولوتوف رجعوا اكتر من 50 عسكرى مسلحين ببنادق الخرطوش و الغاز و المطاطى و الرصاص الحى


-من اجمل المواقف انك تقابل واحد صاحبك واحشك بقالك كتير ما شوفتوش و انت بتعالجه من اثار الغاز فى شارع محمد محمود او و هو بيمدلك ايده بيقومك لما وقعت .. يااااااااااه بتحس بجد قد ايه الدنيا حلوة و قد ايه ربنا كريم و رحيم بينا

- تيجى تشيل طوبة عشان ترميها على العساكر اللى بيضربوك بكل انواع الاسلحة تلاقى واحد بيقولك سيب الطوبة دى و خد طوبة اصغر شوية دى تقتل و احنا مش زيهم

- واحد من الثوار فى وسط ثورة غضبه يشتم العساكر تلاقى حد تانى بيقوله بدل ما تشتم قول يااارب
... الشتيمه مش هتنصرنا لكن ربنا هينصرنا

- العساكر تنسحب لبعد وزارة الداخلية عشان الثوار يحرقوها و تلبس التهمة فيهم الشباب الرجالة الواعى و اللى فاهم قضيته يوصل لوزارة الداخلية و يعمل كردون حواليها عشان ما حدش يتعرضلها

- الغاز يتضرب و الخرطوش على الناس فبحكم الغريزة مجموعة ناس ترجع جرى عشان يلاقوا بقية الناس و اغلبهم من البنات اللى بيسعفوا الثوار بيهتفوا
اثبت .. اثبت .. اثبت فيرجعوا تانى

- اغلب الثوار خايفين من اهلهم اكتر من خوفهم من المدرعات و الرصاص الحى

- شباب الالتراس بدل ما يغنى جمهوره ده حماه او من التالته شمال تلاقيه بيغنى قلناها زمان للمستبد الحرية جاية لابد

- ممكن تلاقى اللى جمبك ازهرى و اللى جمبك الناحية التانية مسيحى و قدامك واحد بدقن و وراك بنوته و حواليك ولاد و بنات بلبس المدرسة و شباب التراس متحمس و راجل عجوز و أم .. كل سلاحهم فى الدنيا حبهم لبلدهم



‎- بنوتة عندها 19 سنة طول الوقت جمبنا فى الصفوف الامامية كانت بتحط حاجة على راسها ووشها علشان الناس تفتكرها ولد و يسيبوها ما بتعرفش ترمى طوب لكن عندها روح تهد جبال
على رأى اللى قال تسريحة الشعر ضفيرة فى آخرها لغم فى عينيها ذخيرة و حيرة بتهد الكون
خاضت معايا انا و عمرو أبوالنجا موقف جامد فى وسط الضرب كنا بنط فوق قنابل الغاز زى سوبر ماريو
وسمينا الجروب بتاعنا على اسم سوبر ماريو

و اتصورت لها صورة اسطورية فى وسط الضرب
البنت اللى ليا الفخر انى اعرفها .. شروق مجدى :)




- بينا و بين العساكر تقريبا 50 متر و العسكرى يسحب بندقية الخرطوش و ينشن علينا فى لحظة واحدة تلاقى المجموعة كلها بتناغم غير مسبوق بتنزل بتوطى و تدى ضهرها للضرب عشان تحمى عينيها و هم قريبين من الارض بيكون كل واحد اخد طوبة تسمع صوت الخرطوش بيطير حواليك فى كل حته و بيخبط فيك فى بعض الأحيان و يخبط فى الشجر من حواليك و مرة واحدة المجموعة تقوم عشان ترمى الطوب و تطلع تجرى لورا عشان قنبلة الغاز اتضربت فرق الخل و السائل اللى بيغسل العين تشتغل و تعالج الناس و واحد يطلع يجرى على القنبلة و يرجعها للعساكر تانى مصحوبة بهتافتنا واحد يطلع من ورا يلا يا رجالة الله اكبر نجرى كلنا اتجاه العساكر و معانا الطوب نرميه عليهم يضربوا غاز نرجع يحاولوا يتقدموا و المدرعات قدامهم فرقة المولوتوف اللى عند الخرابة تضرب اتنين ناحيتهم يضطروا يرجعوا لورا نكون لقطنا نفسنا نقوم نهجم يضربوا .......


لا دى مش الانتفاضة الفلسطينية دى انتفاضة الحرية دى الثورة المصرية الثانية بث حى و مباشر من شارع محمد محمود


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق